[align=center]
استسلمت للحظه استرخاء....و تركت لذاكرتى حريه الحركه فتحركت الى
الخلف..حيث
احتوانى ذلك الكرسى المدد على الشاطئ
. .حين عادت بي اللحظه الى سنوات طويله غابت فى جوف التاريخ ...و تركت
اثارا
محفوره فى تكوينى تلازمنى كدقات قلبى ..
كل قصه تبدأ..لابد ان تنتهى ..طبيعه الحياه ..طبيعه الحياه لها بدء و
نهايه
..كذلك قصص الناس حين تبدأ .نترقب النهايه ..قد تطول .
.قد تختصرها الاقدار فى لحظه غدر او غضب.. لكنها لا تصبح قصه الا بعد
ان
تنتهى ..
فنحن لا ندخل التاريخ عندما نولد و لكن ندخله بعد ان نموت .. والنهايه
تخلف
دموعا .. و جروحا ..و علامات استفهام ؟؟؟
بعد ان تجرى السنوات و تمضى الذكريات بعيدا..,تكتسب الاشياء و الاشكال
اغطيه
ضبابيه .....................
لم يرنى من خلفها عم محمد البحار عندما بدأ يسرد ذكريات خمسه عشر عاما
مضت
..شملت ضمن ما شملت بعضا من تاريخى
او بعضا من فتات قلبى ..
لا هو يعلم انى انا .. ولا انا كنت اعلم انه كان يتأمل الموضوع...
فى تلك الايام كانت الالوان التى تلون الدنيا مختلفه ..لون
البحر ..لون
الرمل ..لون الصخر..
كم عشقت
البحر ..امضيت يومى كله تحتضننى موجاته و استسلم لها ...عشق
مجنون
..اجيد السباحه ..اعرف كيف احاور الموجات و الاعماق
..بيننا حوار يكاد يغنينى عن حوار الغير ..
و كانت نصيحه عم محمد(خدى بالك من البحر...
البحر غدار ) دائما كان
يردد
الكلمه (البحر غدار)
لم يغدر بى
البحر قط..الا حين احسست بالخوف منه ..
ذلك اليوم ترددت الكلمه فى عقلى و انا ابتعد عن الشاظئ و عن الزحام
..ظللت
اسبح و بدأ حوارى مع
البحر يغرينى بالمزيد من الابتعاد
و لكن قلبى تقلص فجأه و كأن الرياح تحمل عباره عم محمد (البحر
غدار)..استدرت
للعوده
و لكن
البحر اعتصرنى فى موجه عاتيه و كأنه غضب لأستجابتى لنداء عم
محمد
اقتحمت المياه فمى و انفى ..و تشنج كل ما فى ...
و لا ادرى كيف اختلطت هذه الحقيقه المروعه و كل هذه اللحظه الهائله من
الخوف
مع الحلم الذى استعدت الوعى بين يديه على متن لنش ابيض
القيت نظره الى
البحر ..ابحث فيه عنن الموت الذى تربص بى ..وجدته وديعا
حالما كعهدى به ..
لماذا ؟؟لماذا خذلتنى .؟ لتعطى هذا المغمور فرصه ليصبح فيها صاحب فضل
؟؟
تجاهلته كثيرا... ثبت نظره على .. عرفته .. عرفت عنه العديد من
المغامرات ..
لكنه بدا ساهما.. عيناه حزينتان ..يداه ترتجفان ,,يتحسس جبينى و يرفع
رأسى
بيده لأرشف من كوب به شيئ ساخن ..اعتقد انه شاى . .
نعم بدأت حواسى تنشط ..بدأت انتصر رويدا على الخوف .. و لحظه الموت
الهائله
..نظرت ايه طويلا ..بقدر ما تحاشى التقاء عينينا كانا يلتقيان
ابتسمت و ابتسم ..
(حمد لله على سلامتك)
( شكرا ) جاءت ضعيفه واهنه ..لم اكن اكره شيئا قدر كرهى انا ابدو ضعيفه
بين
يدى رجل ..
هكذا و لاول مره يجمعنا لقاء او كلام قررت الصمت حتى اعود ..
و لكن مازلنا فة عرض
البحر .. لماذا لا يعود؟؟
رفعت رأسى اتلفت متعمده انا انبهه اننا لم نتحرك .....و سألنى ..ترغبين
العوده ؟؟
ضاعت منى الاجبه ..ارتفعت درجه حراره الدماء فى قلبى ..اضربت ..ابتسمت
..تلعثمت ..تشتت تفكيرى ..هل اخافه ؟..لماذا؟
انا لست خئفه ..هناك شيئ اكبر من الخوف .. حب ..حب ماذا ؟؟
هل من الممكن بهذه السرعه ..؟و هل ظهر حبى فقط هنا فى هذا الفضاء
الفسيح
استجمعت كل قوتى ((لو سمحت))
هذه ايضا جاءت ضعيفه اكثر مما ظننت .. و لكنه استجاب و استدار ليحرك
اللنش
مالذى جاء به الى هنا ؟؟لينقذنى من الغرق ؟؟هل كان خلفى يراقبنى ؟؟
عدت سريعا ..وجدتنى بين دموع امى .. وتأنيب ابى ..و تهديد البحاره
..و
سخريات الصديقات
خذلنى
البحر و غدر بى ..صدقت يا عم محمد.
عم محمد احد ملاحظى
البحر ..عرفناه مع خطواتنا الاول على الشاطئ
..وظل كما هو لم يتغير حتى هذه اللحظه ..تغير كل شيئ فينا و حولنا الا
هو
..هو
البحر و الرمال
و تختفى الفارس النبيل بين تعليقات الشكر و الاعجاب و عدت الى البيت
..لزمته خوفا و خجلا
و بعد عده ايام .....
اكتفيت بالسير فى المساء .. و الشمس تنزف دماها فى
البحر و تغمر الوجوه
حمره
خجل ...
كان هناك ..مع بعض اصدقاءه ..
انتفض واقفا عند التقاء اعيننا ..و اتجه نحوى .او اتجهت نحوه ..لا ادرى
جمعتنا لحظه ..يدى فى يده
سألنى عن الغياب ..تعللت بتعبى ..تحرجت ..تسللت يدى من يده بسرعه .
لا اصدق ما انا فيه الان ...ارهف السمع الى صوته ..الى كلماته
ضابط فى البحريه ..اجازته باق منها اسبوع فقط.. هذا ما عرفته من احدى
الصديقات ..
فوجئت به يتوجه الى بالسؤل ( و الانسه هند زعلانه من
البحر ليه؟ )
هند عرف اسمى و انا لا عرف اسمه ..
انحسرنا عن الناس .. جلسنا فوق صخره كبيره ..ذابت كلماتنا فى صوت
الامواج
..نسينا الدقائق او نسيتنا ..حلقت معه ..
و لم يعدنى الى الارض سوى نداء الصحبه ..يجب انا يعود ..و اذا بالليل قد
انتصف ..كيف هربت الساعات
وافترقنا دون موعد ..كانت الايام التاليه موعدنا
نعم احببته ..و احبنى قبلا ..لم اخف حبى له او عنه ..عرف الحب و تحدد
موعد
اعلان الزفاف ..اعلان شرعيه الحب
وفى موعد الشرعيه ..اعترضت الاقدار
اعلنت الحرب ..غابت خطاباته ..ضاع من الهاتف صوته ..و انتظرت ..و انا
جالسه
الى جوار المذياع ..
((( جاءنا مايلى.....دارت معركه حربيه بحريه صباح اليوم .. و استشهد
...)))
التهمت النيران و الامواج الزوارق ..غدر
البحر به .لم الحقه
انتفضت واقفه ..و انكفأ الكرسى من خلفى ..كدت اصرخ فى وجه عم محمد .. و
كأن
الخبر يذاع الحظه
كيف يعيش فى وجداننا الانفعال كل هذه السنين و بنفس الدرجه من الوجيعه
لم تحبس الدموع صرخاتى كما حبسا الذهول فى ذلك اليوم البعيد ؟؟؟
اضطرب عم محمد مشفقا او متذكرا ..
و ذهبت بعيدا ..لأتخلص من دموعى ..و القى بها فى
البحر .............الغدار.