موضوع: عالم كبير ولكن لا مأوي لهم الإثنين ديسمبر 03, 2012 1:47 am
عالم كبير ولكن لا مأوي لهم
مقدمة نعم أحبتي هم أطفال الشوارع هو الاصطلاح الأكثر انتشارًا للتعبير عن الأطفال المتشردين تحت سن 18 عامًا الذين يعيشون بلا مأوى ويقضون ساعات طويلة من يومهم أو يومهم كله بالساحات العامة، وهم مجموعة خاصة من الأطفال، وعددهم لا يمكن الاستهانة به، وظهرت مشكلة أطفال الشوارع منذ زمن طويل، وتحظي هذه الفئة الضعيفة باهتمام الناس. وبينت دراسات بشأن مشكلة أطفال الشوارع أن كثيراً منهم يعيشون في المناطق المتخلفة اقتصاديا، ومعظمهم في المناطق الريفية، وترجع أسباب المشكلة رئيسياً إلى الفقر والظروف المعيشية السيئة وهيكل العائلة غير المكتمل وأساليب التعليم غير السليمة في العائلة وخصائص الأطفال النفسية وإجبارهم على ارتكاب الجرائم وغيرها من العوامل.
انظروا معي بالصوروالمعلومات لمحات عن أطفال الشوارع
طفل متشرد ينام بشارع في دكا ببنغلاديش في 19 يناير 2007 بالتوقيت المحلي، ووفقا للاحصاءات، فقد تجاوز عدد أطفال الشوارع ببنغلاديش 600 ألف طفل، و85% منهم لا يمكنهم الحصول على مساعدات من الحكومة والمؤسسات الخيرية غير الحكومية، مما جعلهم يعيشون في أوضاع بالغة الصعوبة.
طفل متشرد يتسول بشارع في مانيلا بالفلبين في 5 يناير 2005 بالتوقيت المحلي. وأظهرت بيانات لمنظمة اليونيسيف أن هناك حوالي 250 ألف من أطفال الشوارع يعيشون في 65 مدينة بالفلبين، ومن بينهم 85 ألف طفل يعيشون في أحياء بمانيلا العاصمة الفلبينية، ومعظمهم ذكور.
طفل متشرد ينام بجانب شارع في نيودلهي بالهند في 6 ابريل 2004 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
طفلة شوارع تبلغ 9 سنوات من عمرها مع صديقها في بغداد بالعراق في 27 يونيو 2003 بالتوقيت المحلي. وأسفرت الحروب عن عدد كبير من أطفال الشوارع في العراق، وأشار تقرير لمنظمة اليونيسيف إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا بعد الحرب، وكان نصفهم من الأطفال، واضطروا إلى حياة التشرد في الشوارع، وليس لهم مأوي.
طفل شوارع ينام على رفوف خشبية في كالكوتا بالهند في 8 مايو 2012 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
طفلة متشردة تجلس بجانب شارع في مومباي بالهند في 7 فبراير 2011 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
طفل متشرد بشارع الإليزيه في الـ12 عاما من عمره يظهر ندوباً على الجسم في مركز لرعاية أطفال الشوارع في كينشاسا بالكونغو في 5 نوفمبر 2010 بالتوقيت المحلي. ووفقا لتقارير فإنه يوجد في كينشاسا عاصمة الكونغو حوالي 15 ألفاً من أطفال الشوارع، وأسفرت الحروب في العقود الأخيرة عن فقد كثير من الأطفال أحضان عائلاتهم الدافئة.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ازداد عدد أطفال الشوارع بما يقدر بحوالي 5000 طفل أو أكثر في روسيا، و80% منهم أطفال اضطروا إلى حياة التشرد في الشوارع بسبب إدمان والديهم الكحول أو العنف المنزلي.
شرطي مرور يضرب طفل شوارع بالصومال في 24 نوفمبر 2009 بالتوقيت المحلي. وأدرجت منظمة اليونيسيف الصومال كأقل مكان صالح لترعرع الأطفال، ويهرب الآلاف من الأطفال الصوماليين إلى أوروبا في كل سنة، أما الأطفال المتشردون في الشوارع فيجبر معظمهم على ارتكاب الجرائم أو تحول الإناث منهم إلي عاهرات.
طفل متشرد ينام بجانب شارع في فاراناسي بالهند في 21 يوليو 2009 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
طفلة متشردة تنام في زاوية بشارع في نيودلهي بالهند في 16 يونيو 2009 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
طفلة شوارع تنظر من شباك غرفتها المؤقتة في بغداد بالعراق في 17 ابريل 2009 بالتوقيت المحلي. وأسفرت الحروب عن عدد كبير من أطفال الشوارع في العراق، وأشار تقرير لمنظمة اليونيسيف إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا بعد الحرب، وكان نصفهم من الأطفال، واضطروا إلى حياة التشرد في الشوارع، وليس لهم مأوي.
أطفال شوارع يلعبون لعبة يطلق عليها كاروم "carrom" بجانب شارع في مومباي بالهند في 13 نوفمبر 2007 بالتوقيت المحلي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الهند زيادة سريعة في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، ومن الطبيعي أن يكون الطفل عبئاً على عائلة ليس لديها الحد الأدنى من الظروف المعيشية، ويضطر الأطفال إلى مغادرة منازلهم للعيش متشردين بسبب ظروف الحياة القاسية.
بعد شاهدتم معي لمحات عن أطفال الشوارع السابقه والقائمة تطول هل يؤلمك هذا وهل تساءل المجتمع ما العوامل الكامنة وراء انتشار ظاهرة الأطفال المشردين، يبدو ضرورياً تحديد الخصائص العامة لهؤلاء الأطفال، وتكمن هذه الضرورة في الحاجة إلى استثمار هذه الخصائص في كل تعامل إيجابي مع محاولة اقتراح صيغ تربوية لإعادة إدماج هؤلاء الأطفال. وبصفة عامة، نستطيع أن نرصد هذه الخصائص بالنظر إليها من جوانب اجتماعية ونفسية وصحية جسدية. وهكذا، يبدو من الناحية الاجتماعية أن الطفل المشرد ينحدر من أوساط فقيرة، ويعيش في أحياء هامشية بالمدن الكبرى أو المتوسطة داخل مساكن تفتقر إلى الشروط الضرورية للعيش الكريم من ماء وكهرباء، وأنهم يحترفون بعض المهن البسيطة وغير المشروعة غالباً مثل بيع السجائر المهربة والأكياس البلاستيكية وجر العربات ... ويتعرضون في الغالب إلى السقوط ضمن شبكات للاستغلال المالي والجسدي، عن طريق ترويج المخدرات وممارسة الدعارة، وبالمقابل فإنهم لا يملكون المعرفة الكافية بأنواع الأمراض التناسلية المتنقلة، ويمارس عليهم الجنس بدون ترتيب أمني(1) وهو أمر يعرضهم للإصابة بالأمراض المعدية، أو الحمل المبكر بالنسبة للبنات. ولأنهم يعيشون في الشوارع، فإنهم يضطرون إلى التسول أو السرقة إذا تعذر تشغيلهم، وحتى إذا تمت محاولة إعادتهم إلى بيوتهم فإنهم يفضلون الحياة في الشوارع، وذلك لأنهم يجدون فيه: نوعاً من الحرية الوهمية التهرب من معايير الحياة الأسرية وتشددها. تمازج الجد باللعب (لاننسى أنهم أطفال). ولكن ليست هذه حال الجميع، فهناك من يود الرجوع إلى البيت، ولكن في ظروف مغايرة، إنه يريد أن يتعلم حرفة حقيقية تكفُل له الحصول على مكانة اجتماعية، وتجعله يحظى باعتراف الآخرين. ومن الناحية النفسية فإن الطفل المشرد تلازمه حالات نفسية متعددة، منها: شعوره بالقهر من جراء الظروف القاسية، ففي البيت كان يحس بقهر الأبوين، وفي الشارع يحس بقهر أطفال آخرين أقوى منه.. ويدفعه كل ذلك إلى البحث عن حل جديد فيعثر عليه في القضاء على الإحساس نفسه " بالالتجاء إلى المخدرات الرخيصة، كحول الحريق، نفايات السيارات المجمعة في قماش، العقاقير، الحشيش.. إلخ التي ينتج عنها ظهور هلوسات وتعود كيميائي(1) ونقص في بذل أي مجهود والتعود على كل ماهو سهل ومري شعوره بالخوف والرهبة الناتج عن عدم الاستقرار، فهو لا يثق في أحد، ويخاف من الكهول، وكل من هو أجنبي لا ينتمي إلى المجموعة الصغيرة، ويتملكه الرعب أمام وجود أفراد يرتدون الأزياء الرسمية (رجال الشرطة والدرك)، وكل ذلك يدفعه إلى فقدان الثقة والوعي بالتهميش، وتنامي الإحساس لديه بعدم القدرة على الاندماج من جديد في المجتمع. ومن الناحية الصحية الجسدية فإن سوء التغذية وانعدام النظافة لهما أثرهما الواضح على صحة الطفل المشرد، حيث تظهر الأوساخ اللصيقة بالجلد في الأيدي والأرجل، وكذلك في الأسمال التي يرتدونها، والتي غالباً ما تكون بعضاًً مما تبقى لهم بعد أن جردهم الأقوياء من المناسب منها، إضافة إلى ذلك هناك أمراض أخرى لاتظهر بجلاء، مثل الأمراض التعفنية والتناسلية المتنقلة والإصابات الباطنية مثل السل وتعثر الكلي والدماغ... إلخ.