هكذا
سميتها و هكذا عنونتها هي العقلية المستوجبة لحياة زوجية هنيئة بكل ما
تحملهُ المقاييس والظروف التي نواجهها في حياتنا اليومية بأفعالاً مختلفة ,
وأوضاعاً مرتبكة , وأياماً متسرعة الحدث قد تقلبُ حبنا وتواصلنا إلى حياة
تعيسة مليئة بالمشاكل الزوجية , وقد تجعل منها حياة هنيئة مليئة بالحب
والصدقِ والوفاء _ فأحببتُ حقاً تسميتها / عقلية الحياة الزوجية :
أؤمن
في بداية هذا الموضوع أن الحياة تحمل بين جناباتها أموراً عديدة وظروفاً
مريرة , وتقلبات سريعة الحدوث , فمهما حاولنا من إيقافها لن نستطيع لأنها
بكل بسهولة هكذا تكون , ولن تتغير للأبد فالفرح دائماً لن يستمر والحزن
كذلك من المستحيل أن يدوم , والسعادة بيدنا نصنعها والتعاسة تُخلق بتواجدنا
حولها...
جمالية
الحياة الزوجية في عقليتها وهدوئها وإتزانها المستمر من الطرفين , فإن خرج
الآخر عن هذا المسار يستطيع الآخر أن يعيده وهكذا تستمر بالتجانب والتآخي
في مسارين لهما الحدود نفسها والطريق نفسه , وفي حقيقة هذا الأمل أن
الكثيرين يقولون بأن هناك عدة طرق نستطيع أن نتواصل بها ونصل إلى ما نريد
إلى هذه العقلية وأن المرأة بيدها الكثير والكثير لتفعلها للرجل ولتحفظهُ
عن الخروج من عالمها والتكيّف مع الحياة الزوجية , ولكننا هنا نناقض هذا
الأمر لصعوبتهِ الحالية في التحقق فالمرأة ليست إلى جانبٌ قائم وهي أحد
الجانبان اللذان لابد لهما من القوام الموحد فيما بينهما لإكمال مسيرة هذه
العقلية التي تفكر وتنطق معاً وفي آن واحد...
كثيرون
وكثيرون هم الذين يحدثونني بأن هناك عقلية واحدة في تعارفنا وعاداتنا حول
هذا الزواج وقد تجعل من الرجل في قمة السعادة وقد تجعل من المرأة قمة الفرح
الآ وهي الخدمة بينهما ووضع إلتزمات تستوجب من كل طرف القيام بها , وعندها
سيصلون حتماً إلى حياة زوجية تحمل معها عقليةٌ تستطيع التفوق على كل ما
تجابهُ من أمور دنيوية... ولكننا هنا نعترض ونقول :
بأن العقلية الحقيقية لهذا الزواج تبنى على أسس وقواعد لابد لكلا الطرفين من إحترامها وإعتمادها فيما بينهما الآ وهي التجديد والتوليد والتمديد وفي ما يلي تفسيرها :
التجديد /
أعترفُ بأن العقلية الزوجية قابلة للوصول إلى الملل وعدم التحمل في فترات
من الحياة , وهنا تكمن المشكلة بحد عينها , عندما لا نستطيع أن نجعل من كل
يوم , يومٌ جديد في حياتنا , أن نحاول من تجديد أيامنا والآ نقف بعادتنا
التي نقوم بها يومياً وبروتينً واحد وعلى منوال الملل نسير , بل ينبغي في
مثل هذا الأمور أن نجعل من التجديد في بيتنا وحديثنا وكل ما نقوم بهِ في
عقليتنا الزوجية شيئاً يسمى جديد أو بالأصح مغامرة مع عقلية جديدة بعيداً
عن الملل والتكرار .
التوليد /
نعم هو توليد الحب بطريقة آخرى عندما نصل إلى طريقاً نرى بهِ أننا نحتاج
إلى عملية توليد الحب , وإنجاب حباً جديد يُوّلدُ بداخلنا حب الإستمرار
معاً , وعدم الوصول إلى نقطة محددة نظن بأننا لا نستطيع أن نعطي أكثر بها ,
فالحب في العقلية الزوجية لا ينتهي كالبحر ممتد من هنا وهناك , ويبقى
دائماً كالنسيم حول هذه العقلية التي دوماً ودائماً تجوب بين الحب من مرحلة
إلى آخرى وفي كل واحدة يتم النظر إليها كـأنها الأولى .
التمديد /
قد يقول قائل ماهو التمديد ؟ < التمديد هو صناعة المديد والتجديد
والتوليد , أي الإستمرار بكل ما تقدّم سابقاً وفق تعامل متمركز قادرٌ على
عدم الإستسلام , والتطور بين الحين والآخر والسير خلف متطلبات العقلية
الواحدة بين الطرفين في الحياة الزوجية المديدة بالمديد والتجديد والتوليد
بإذن الله وحده والتوكل عليه في سائر الأمور.
الحقيقة
التي لابد علي من إثباتها مع الكتّابِ والمؤلفين والفلاسفة في هذا الأمر
بالتحديد , أن عقلية الحياة الزوجية مبنية أولاً على التزواج والتبادل في الأمور , ويصعبُ جداً أن تنجح هذه المهمة إن بقية من طرفاً واحد إلا بتوفيقاً من الله سبحانه عز وجل ...
~ لمحة كـاتب ~
سر
تحقيق عقلية الحياة الزوجية بسعادة وتعاسة هما الزوجين وهذا عند حدوث الحب
,والهدوء, والتريث , وحسن التعامل مع ردة الفعل بحلم الحكماء وبعيداً عن
غضب السفهاء ...