تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أصوات الهبيش والروائع المحضارية الأربعاء ديسمبر 12, 2012 2:52 pm | |
|
أصوات الهبيش والروائع المحضارية الهبيش أو الحفة تعتبر من أجمل و أروع الرقصات التي أبتكرها و تميز بها الإنسان الحضرمي عن غيره و خصوصا مديريات الديس الشرقية والشحر والريدة وقصيعر منذ عشرات السنين و عرفت الحفة بألحانها الشجية وكلماتها الشطية الرصينة و استهوت كبار شعراء حضرموت من الرعيل الأول من أمثال عوض عبدالله بن السبيتي وعبدالله عمر سواد و علوي عبدالله المقدي وسعيد حمود وابوبكر بن العكضة وأحمد معلاق وسيد سلوم بالإضافة إلى شعراء الجيل الثاني والمعاصرين من أمثال حسين أبوبكر المحضار وسعيد سالم باجعالةو عبيد عمر باجراد و محمد عبدالله الحداد وعبدالله محسن الوحيري وسالم عمرو الغرابي وسعيد عمرو الغرابي و الشعراء الشباب من أمثال سعيد سالم بلكديش وسعيد عبدالله سبيتي و محمد حسن الشنيني وغيرهم الكثير ....كما أن مبدعين اصواتها ومؤلفين ألحانها الرائعة من محبي هذه الرقصة من أمثال سواد وأبن عسيمة وعبيد عمر باجراد وسعيد القبيلي و أبن زقر وغيرهم صاغوا أجمل الألحان و أروعها فأصبحت روائع غنائية أشتهر بها غيرهم بينما هم ظلوا في الظل لا يعرف عنهم إلا اليسير بينما الحانهم تغنى بها كبار الفنانين داخل وخارج الوطن من منّنا لا تطربه رائعة المحضار ( باشل حبك معي ) أو رائعة سالم جبران ( ريتنا ماعرفنا بعضنا ) وأغنية صالح عبد الرحمن المفلح (بلجيك ما يصلح إلا ) ورائعة السري (بالغواني ) والقائمة تطول بهذه الروائع ... طبعاً يرجع الفضل الكبير لنقل أصوات أو ألحان الهبيش إلى أنغام الوتر وحناجر فنانين الطرب إلى الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار رحمه الله , و لكن سبقت التجربة المحضارية الناجحة محاولات بعض الفنانين مثل كوكب حضرموت العملاق محمد جمعة خان في أغنيته الشهيرة ( أنا وخلي تراضينا ) وكلماتها عبارة عن مساجلة بين شعراء الحفة من أمثال أبن السبيتي و سواد وينطبق ذلك على أغنية ( يارعى الله ليالي ) وكذلك محاولة يسلم دحي في رائعة أبن السبيتي (سبحان لي خلق ) و سعيد عبد المعين وسالم سعيد جبران ولو أن محاولة جبران جاءت متأخرة . أما تجربة المحضار تعتبر الفريدة و من نوعها إذ قلبت هذه التجربة هذه الأصوات من صبغتها البدوية (الشطية ) التقليدية إلى لحن عصري و بشرت بمولود جديد للأغنية الحضرمية يستطيع هذا المولود أن يجد لنفسه مكاناً في عالم الفن وينمو حتى يصبح عملاقا ينافس كل ألوان الغناء العربي و بالفعل هذه التجربة الرائعة جعلت من المحضار المطوّر و الواضع الحقيقي لأسس الأغنية الحضرمية الحديثة . و لكن كيف كانت هذه الولادة المحضارية ! فالولادة الحقيقية عن طريق جلسة عفوية في أحد قاعات نادي الكوكب بمدينة الشحر بحضور الفنان المخضرم ( سعيد عبد المعين ) أطال الله في عمره , عندما أقترح على شاعرنا تزويده ببعض الكلمات حتى يستطيع أن يكمل أو ينتج شريطه أو البومه الجديد , فالمحضار أمام هذا الطلب بدا أولاً متردداً ومستغرباً من كلام فنانا الكبير لكونه شاعر مساجلات حفة وليس شاعراً غنائياً و لكن شيخ الفنانين أدرك أستغراب المحضار وتعجبه من هذا الطلب وبدا يعدد أبونعيم تجاربه السابقة مع شعراء الهبيش مثل أبن السبيتي وعبدالله سعيد باعمرو وغيرهم الذين تغنى من كلماتهم على الحان الحفة . فبدأ المحضار استجابته لأبي نعيم مفتشاً في ذاكرته عن بعض ألحان أو أصوات هذه الرقصة التي حبها كثيراً ليختار من كنوزها البديعة أجملها فتسلل إلى دهنه لحن الشاعر و الملحن الكبير عمرعوض العوش الذي يقول عليه صديقه المغني والشاعر علوي محفوظ مول الدويلة : ذا خرج فصل بتغنم وقاتي بالسلى يوم لي قلب سالي بالسلى باعمر قلبي وباسلي على ناس ياكمين مغبون فجاءت الولادة المحضارية مميزة تبشر عن شاعر غنائي متمكن مسترسلاً بالكلمات التالية : يارسولي توجه باسلامة زر صحابي وبلغهم سلامي قلهم عاد شي للوصل حيلة ليش لأوعدوا خلفوا المواعيد و لم ينتظر شيخ الفنانين كثيراً حتى أتته الأغنية المحضارية التالية : بلحن سعيد حمود الذي يقول عليه الشاعر أحمد معلاق : ومن مات في القبر بايقبر وفيه العظام الصم تتفالت وما من قضى ربنا مهلة والنفس ماشي لها غير عزرائيل لقد قيلت هذه الكلمات في العشرينيات من القرن الماضي بينما أغنية المحضار قيلت في بداية الخمسينات من القرن المصرم على وجه التقريب و التي يقول فيها : على ضوء ذا الكوكب الساري **** باقضي الليل خبة و سيرة و لاحد بما أقصده داري **** غير الذي يعلم الأســـــرار و هكذا كانت بداية المحضار ولكن السؤالا يطرح نفسه هل المحضار ترك ألحان الهبيش أو الشرح الساحلي ؟ كما يحلو للبعض تسميته و صاغ ألحان أخرى , فالواقع يقول غير ذلك لقد ظل المحضار مخلصا للشرح الساحلي وينهل من ينابيعه المتدفقه , فمعظم روائع المحضار أن لم نقل مجملها مصبوغة بالوان الحفة و تنعبث منهاروائح و نكهة الحفة الممزوجة بروائح البادية النقية .. لقد أعتمد المحضار بشكلاً كبيراً على ألحان الهبيش وخصوصاً عل أصوات الملحن الفذ ( عبدالله عمر سواد ) رحمه الله الذي يعتبر بحق وحقيقة ملحن حضرموت الأول و ملك ألحانها الغير متوج أن لم نقل الجزيرة العربية , وكيف لا وروائع أغاني المحضار معظمها من ألحان(سواد). أما بالنسبة لبدايات المحضار مع سواد كانت من خلال اللحن الذي يقول عليه سواد : قنع و أيس الخاطر **** إذا شرب العسل بيجــــــــــــــيك منية و الآدمي لأبطى صابر **** ينكرونه صحابة يوم رك الحال لقد أستطاع المحضار بعبقريته الشاعرية و حسه المرهف وصوته الجميل أن يسخر ذلك في تجديد ألحان (سواد) وهندستها ويوضع عليها مونتاجه ويخرجها إلى جمهوره بقالب جديد منمق بالدرر المحضارية النفيسة كأنها جاءت من موسيقار عالم بفنون وأصول علم الموسيقى , فالكلمات السابقة ماقيلت إلا على اللحن الشهير والتحفة المحضارية ( يازارعين العنب ) . ومن اشهر أغاني المحضار ذات النغمات السوادية الروائع التالية : ( باشل حبك معي , خضر الوادي , بداية الهجران , شلنا ياابوجناحين , بعد الوفاء , يلقي عسل ,سلم ولو حتى بكف الأشارة وغيرهل الكثير ...) لقد ظل المحضار حتى آخر أيامه يبحث عن الحان دان الهبيش المميزة و لا يتردد عندما يجد اللحن حتى من صديق بالصدفة , ونضرب مثل على ذلك لحن الشاعر سعيد حمود الذي يقول عليه سالم سعيد باسباع (قريشن ) : ياسعيد خبر عن كل واحد سأل عني قل له السباعي لي يعرف الييك والرانه بعض البضائع لدخلت السوق تتغرب قدها مقالة الزين مايتعب الدلال ونختم ذلك بلحن للشاعر سعيد عمرو الغرابي الشهير بابن عسيمة حيث وضع عليه المحضار أغنيته المعروفة ( الهوى يخرب مصانع ) وقد جاءت المساجلة التالية على اللحن المذكور حين يقول أبن عسيمة : حتى المعلم ضار نافع يخرب السترة و يبنيها منقضي في حاجته ماله سنع في خضر ويباس فأجابه أبن السبيتي : دخل شاب قلب في البضائع من بغى نفسه يمنيها لدراهم واجدة خذ لك بريثم من القرطاس فاجابه المحضار : جاءنا مهد و يقول فارع يعصب أصوابه ويخفيها كل شعرة نابتة تشهد بدم تحتها ودحاس وخلاصة الموضوع رقصة الهبيش حبلة وغنية بالألحان الجميلة والكلمات العذبة تحتاج لمن يستثمرها من الفنانين والشعراء والملحنين والمبدعين لإخراجها من صورتها التقليدية إلى قوالب غنائية أجمل حتى تنتشر وتلاقي نصيبها من الشهرة وقد عجبني كثيراً الفنان المبدع محفوظ محمد بن بريك في محاولته الناجحة عندما تغني بلحن سواد وقد أختار المساجلة التي يقول فيها المحضار . خذتنا المحبة قال بن هاشم نا ما علي في العتب والملامة كلين مع مال يسرح ويضوي له و أنا مالي المحبوب ويقول عليه أبن السبيتي : جليلة عضاء خطفت كما البارق بالسرج والمرشحة والصرامة فيها التقاطيع الجميلة خيّر من مئة مزهوب
أعداد :عبدالباسط سعيد الغرابي | |
|