هذه نبذة عن شاعر قـلما نسمع اسمه وكثر ما نسمع شعره الشاعر الذي اكتضت ابياته بالحكمه و بالنصيحة والوله , شاعر أتقن في مجاله أيـما إتقان و هو يعتبر من الرعيل السابق في عهد حضرموت , شاعر تربى على يديه الشعراء .
و قد إشتهر في شعره بالحكمه و كان دائما ما يطرب سامعيه بالأبيات الزهدية التي لم يقل مثلها إلا الشعراء الكبار و الأئمه مثل الشافعي وغيرهم, فقد كتب هذا الشاعر أبيات جميلة جدا في قصة يوسف مع إخوانه في ما يقارب ثمانين بيتا وكذلك كتب أبياتا في قصة الإسراء, أبياتا ولا أروع صور فيها كل الأحداث التي حصلت , كما أشتهر أيضا في شعر الغزل وكان من المبدعين.
الشاعر الكبير المرحوم حسين أبوبكر المحضار كان أحد تلاميذته الذين برزوا و أشتهروا أكثر من شهرته نفسه وذلك لأن المرحوم المحضار قد مال إلى الشعر الغنائي , أما شاعرنا فقد كان شعره مائلا إلى شعر الدان والهبيش و الشبواني , وقد أبدع شاعرنا أكثر ما أبدع فيما يسمى بـ"صوت جبوتي" .
إن شاعرنا هذا هو الشاعر الكبير شاعر الديس المرحوم عوض عبدالله بن سُبيتي شاعر من محافظة حضرموت من مديرية الديس الشرقيه عمـِل بحارا, و كان من البحارة المتنقلين من حضرموت إلى عدن, إلى جيبوتي , إلى السواحل .. طبيعته رجل يحب المرح ويحب الناس وهو رجل متواضع جدا رحمه الله رحمة واسعه.
وكان المرحوم قد جالس الكثير من الشعراء في عهده مثل المعلم حميدان وسعيد بن يمين و غيرهم .
و حبيت هنا أن أطرح عليكم جزء من قصيدته التي قالها بمناسبة الإسراء والمعراج قال فيها:
لك الحمد يامحـمـود يامن لك البقـا **** ويا من لك الإكرام والجود والفضل ِ
يـارب عامـلـنا بالإحسان والتقـى **** وأجعل ملاذي فيك لا ينقطع وصل ِ
بحق من له المعراج في ليلته رقى **** إلى السبع والرحمن بالحجب متجلي
وأفرض عليه خمسين في أمر سابقا **** دواما يؤديها على الرغم من قبل ِ
فأسجد تحت العرش لله طارقا **** و أعطيه خمسا تفيض على الكل ِ
بعدها تكلم الشاعر على الأحداث التي حصلت بعد ذلك فرحمة الله على شاعرنا إبن سبيتي وأسكنه فسيح جناته, علما بأن الفقيد له اثنين من الأولاد وهم عبدالله و مبارك .. الله يطول بعمرهما ويحفظهما من كل شر..