تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: معاناة شاب .. ؟؟ الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:22 pm | |
| معاناة شاب .. ؟؟
حقيقة وجدانية :الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فإن الحب والوفاء والود والإخاء حقيقة وجدانية ، بل أمر فطري جبلت عليه النفوس البشرية لا بل هو من الإيمان إن كان خالصاً للرحمن، فالأخوة الحقة والمحبة الصادقة تولّد في النفس أصدق العواطف النبيلة وأخلص المشاعر الصادقة بلا تلفيق اعتذارات ولا تنميق عبارات بل صدقٌ في الحديث والمعاملة والنصح . يمسك الأخ بيد أخيه في رفق وحُنوٍ وشفقة ، ثبات وثقة والتزام ، بِرٌ ووفاء ، صلة وصفاء ، إيثار وعون في الشدة والرخاء فلا ينساه من الدعاء وكل ذلك دون تكلف أو شعور بالمشقة والعناء بل في أريحية وحسن أداء وطلب الأجر من رب الأرض والسماء ، أَيدٍ تتصافح وقلوبٌ تتآلف ، أرواحٌ تتفادى ورؤوسٌ تتعانق ،تعاون وتناصح ، تناج بالبر والتقوى وتطارح للهم والشكوى ، يخفق قلب لقلب ويهش وجه لوجه وحقيقة الأخوة في الله : لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء (1) قال صلى الله عليه وسلم {ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان _ وذكر منهن _ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله } )رواه البخاري) . والإنسان بلا ذلك كله جلمود صخر لا يستطيع الحياة مع الناس ومخالطتهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم . والناس فيه - أي الحب - بين إفراط وتفريط واعتدال . وعلامة الحب الزائد الخارج عن المعقول والمعتاد والمألوف بكل صراحة ووضوح والحال ينطق فيقول :أرحت فؤادي بقول صريح *** وزودت شعري بقول فصيح فهيا تعالوا لهذا اللقاء *** كفاكم هروباً كفعل الشحيح سأروي مقالي عن المعجبين *** ويحفظ كل مقالي المريح فقولي صريح لكل الشباب *** وهمي سيروى بهذا القريحعلامات المعاناة● تقليدٌ ومحاكاة ٌفي القول والفعل واللباس من الشماغ إلى الحذاء بل تغيير كثير من حياته أفكاراً وأهدافاً وسلوكاً من أجل أن تتوافق مع حياة الآخر بل إن البعض يخفي بعض معالم دينه والتزامه الظاهرة لكي يوهم صديقه بأنه على نفس الطريق حتى لا يتركه وينفر منه أو يجاريه في ارتياد أماكن الشبه والوقوع في المكروهات إن لم يكن المحرمات . ● رسائل ومكالمات إلى أنصاف الليالي وكثرة لقاءات واجتماعات من غير فائدة . ● كراهة كل من سواه من أصدقائه الأولين والتنكّر لهم وتفضيله عليهم ونَسي فضائلهم عليه . ● السكوت عن أخطائه وعدم منا صحته والدفاع عنه بالباطل . ● إضاعةُ وقتٍ معه في كل وقت وكثرة تفكير بـه في كل زمان وآن . ● إن شارك في أي نشاط أو رحلة أو عمل تبعه وإن لم يعمل جلس مثله فلم يعمل . ● نقلُ كل ما يقال عنه له وربما تعاهدا على ذلك. ● دوران حول بيته ومدرسته ومسجده وكل ما يذكِّره به. ● حب الانفراد به والابتعاد عن أعين الناس . ● كثرة السؤال عنه ومحاولة معرفة أسراره وخفاياه وأخبار أسرته و أصدقائه وأين ذهب ومن أين أتى ومع من ؟ و إلا لاصداقة ومحبة بينهم !! وربما استخدم أسلوب التتبع والتجسس عليه . ● اختلاق الأسباب من أجل اللقاء به بل رؤيته فقط أو الاتصال به من أجل سماع صوته مع قرب عهده به وربما رآه في نفس اليوم ووالداه وأخوته تمر عليه الأيام والأسابيع ولم يشتق إلى لقائهم وسماع صوتهم إذا كان بعيداً عنهم فلا يمكن أن يتركه أو يبتعد عنه بل تجده يتعمد الرسوب في الامتحانات حتى يبقى مع صديقه بل أعجب من ذا وذاك أحد المربين في إحدى دور الملاحظة يقول : ومن أعجب ما رأيت من حالات التعلق أن أحد الشباب يدخل دار الملاحظة بسبب مشكلة من المشكلات فيقوم صديق له متعلق به ويدخل نفسه في المشكلة حتى يدخل الدار مع صديقه فلا يفترقان . أي بر وإيثار ووفاء كهذا ! إنه عين الجنون والحمق والغباء . إن كان له محب حقاً أفلا كان الأولى به أن يكون له ناصح حتى لا تكون نهايته الدار!! ● بحث المتعلق عن شيء يربطه بالمتعلق به ليراه يومياً ويلتقي به وإن كان غير مقتنع به أو ليس له رغبة فيه بل المصيبة العظمى والطامة الكبرى والكارثة والقاتلة والفاقرة أن يغرقه البعض في الحشيش والمخدرات أو أشرطة المجون والقنوات حتى لا يتركه .وإليك معاناة من المعاناةيقول أحد الشباب يحكي قصة من قصص التعلق التي عاشها منذ البداية لاثنين من أصدقائه بجميع أطوارها : تعرف شخص على آخر فتعلق به تعلقاً شديداً وكان المتعلق حسن المنظر وكثير المشاكل وهذا ديدن المتعلق بهم فهم كثيروا المشاكل غالبا وكانا لا يفترقان إلا عند النوم ولا يوجد في بيت المتعلق سوى أبويه وهما كبيران في السن فصار يأكل ويشرب وينام عنده في بعض الأحيان . حتى صار المتعلق يقول بأنه لا يستطيع العيش بدونه,يقول : فنصحته بأن لا يبقى على هذه الحال ولكنه رفض النصيحة وأتبع نفسه هواه . وذات مرة أتى المتعلق إلي بوجه كئيب وعيناه لم تجد طعم النوم منذ فترة وما إن سألته عن السبب حتى انفجر باكياً. وبعد أن تعبت وأنا أحاول تهدئة حاله قال لي إنه حصل بينه وبين المتعلق به خلاف جعل المتعلق يخرج من البيت وهو يقسم أن لا يدخله مرة ثانية , قلت ثم ماذا ؟ .
فقال وكيف لي أن أعيش بدونه ؟!! فوقف الدم في عروقي ونشف ريقي وأحسست بغثيان جلب لي الدوار.. وخرج مسرعاً لا أدري إلى أين سيذهب ؟ وبعد فترة رجع المتعلق به إليه ورجعت السعادة الوهمية للمتعلق مع رجعة صاحبه له وبعد عدة أيام أتى المتعلق إليّ معتذراً عما بدر منه تجاهي , فقلت له صدقني لم أغضب عليك ولكني أنصحك بأنك ستخسر الكثير والكثير بسبب أمر اجتمعت فيه المذمة والحرام . فوعدني أن لا يفعل هذا مرة ثانية. وبعدها تغير المتعلق عما كان وتدهورت حالة الاثنين ، وأكثر المتعلق من التردد عليّ بقصد طلب بعض المال كسلفة وبعدها ذهبت إليه بمنزله وكان الوقت متأخراً من الليل فوقفت عند بابه وطلبته وقلت له : إني أنتظرك عند الباب وبعد طول انتظار إذاهو يخرج إليّ وهو بحالة غير طبيعية فسألته ما بك ؟ فقال : لاشي فقلت له : بل أنت بحالة غير طبيعية فسكت وتلعثم فألححت عليه في الجواب ..
فقال لي : أبدا قد أخذت صاروخاً!! فضحكت وقلت له: صاروخ ماذا؟ فقال يا أخي سيجارة حشيش حق الكيف ..!. فكأنه صفعني مع وجهي بهذه الكلمة, فقلت له : حشيش!!؟ فقال : نعم حشيش,فقلت له ومنذ متى وأنت تعرف هذه الأشياء؟ فقال لي : هذا هو الحل لترويق مزاجي ومزاج صاحبي.فقلت له : وصاحبك يستعمل ؟ فقال : رغّبته فيه حتى لا يمل مني ويحتاجني أكثر فهو لا يعرف من أين يجلب الحشيش .. وعندها أحسست أنه فعلاً سلك طريق الهاوية !! فنصحته ولكنه كان بحالة لا يسمح أن يعكر صفو مزاجه ورجعت وأنا أحمل همه . وبعد أيام أتاني طالباً سلفة فرفضت وقلت : إني لا أملك ريالاً واحد فألح عليّ وطلب مني أن أجهز له المال بأي طريقة , فقلت له من أجل أن تشتري الحرام ؟ فقال لي : نعم أجل تريد صاحبي يتململ مني ويذهب لغيري فقلت له : توقعه بالمخدرات حتى لايذهب عنك ؟ فقال : الكلام بيننا بدون جدوى وذهب يبحث عـمـــــن يجد عنده سلفه .. وبعدها باع المتعلق سيــــــــــارته ، وبدأ يستعمل سيارة والده وبدأت حالته تزداد تدهوراً حتى صار لا يستطيع أن يجد المادة التي توفر له هذا السم . وبدأت المشاكل بينه وبين المتعلق به يوم متهاجرين ويوم متآلفين .. حتى حدث بينهم خصام كانت نتيجته خروج المتعلق به بلا رجعة .. فصار المتعلق يلاحق صديقه في كل مكان واستفحلت المشكلة بينهم ووصلت للاعتداء ,وتدخل أقارب المتعلق به وأصدقاء المتعلق حتى كادت تحدث مقتلة..!! فترافعا للشرطة ثم أصبحت الأخوة عداوة وقضية وجريمة حولت لهيئة التحقيق ..!! من قمة السعادة والأنس إلى عظيم الشقاء والبؤس .. كلٌ يلصق التهم بالآخر[ سرقة ، مخدرات اغتصاب ] فصار ملفهم الذي على مكتب التحقيق أسود كظلمة الليل, وانقلب حبهم الأعمى إلى وحش من الكراهية بأنياب حاقدة وقاتلة.متى أمكنت منك الذئب خاناإنها معاناة حقا .. إنها نهاية من عشرات النهايات .. إنها مأساة من عشرات المآسي .. إنه الحب الخادع والغرام القاتل .. يا لله أليس في قلوبهم رحمة وفي نفوسهم شفقة وقد أهلكوا الفتيان ودمروا زهرة الحياة وأغرقوا فلذات الأكباد في تلك المهلكات . أين الشفقة والعاطفة والحنان التي يدعونها ؟ أهكذا يكون الحب الطاهر والصفاء والطهر والنقاء !! هل يتوقع كل منهما تلك النهاية المؤلمة ؟ إنها نهاية كثير من حالات التعلق ؟ وأنتم تعرفون ذلك معشر الشباب بلا جحود ولا نكران . إنه رماه بثالثة الأثافي . يا شباب : دعونا من العواطف القاتلة . يا شباب : إلى متى نعيش درب الهلاك ونحن على يقين بأنه طريق الهلاك بل نرى الهلكى وضحايا التعلق عيانا في كل وقت ومن حولنا رأي العين !! وعلى نفسها جنت براقش . فلا يكن الواحد أطيش من فراشة تلقي نفسها في النار وهي ترى النار . ومن العلامات .. ● اختلاس نظرٍ وترقبٌ وعينٌ هنا وأخرى هناك كأنهم جهاز مراقبة أو حارس أمن . ● تَناجٍ واستخفاء وخلوةٌ وراء الجدران والحيطان وفي الاستراحات والبراري والوديان ومـع التظليل والألوان البرّاقة والإنارة الهادئة والموسيقى الغربية يُثار ما في النفوس وتُفتن القلوب . ● إدمانُ نظرٍ إليه و إقبالُ عينٍ عليه وتكحيل للعين كما يقال ونسي أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور! ● تجوالٌ وتطواف ودوران هنا وهناك مع الفتيان حتى وقت نـزول الـرحمن في ثـلث الليل الآخر وافتخـار واسـتعـراض بـيـن الأقران ومجاهرة في الطرقات بأفعال وتصرفات مخلة بالحياء والرجولة ومضايقة السائرين ورجال الأمن وتسميت تلك الطرق بأسماء تنافي الأخلاق والآداب . ● عدم الصبر على مفارقته وإن سافر إلى مكة فالملتقى هناك حيث يخلو الجو والاعتذار من قبل الفتى والفتاة عند التأخر إلى قبيل الفجر بالطواف وقراءة القرآن والاتصال وشراء الهدايا للأصدقاء والصديقات ولو كانت الكعبة وساحاتها تَنطق لنطقتْ وأَنّتْ بما لا تصدقه العقول ولو كانت تَبكي لجرى المطاف بالدموع ، أهكذا يا شباب يفعل ضيف الله في حرم الله .. !؟ أفلا عقلٌ يمنع ودينٌ يردع..؟ أليس للكعبة في النفوس تعظيم و حرمة { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } ألا تتأثر قلوبهم بدمعات المصلين وخشوع العابدين وطواف القانتين وذل المنكسرين المخبتين وهم فيما هم فيه ، أي قلوب ونفوس كهذه يا لله ما أقساها وأشقاها وأقصاها !؟ ● الغيرة من أصدقائه إذا رآهم معه وليت الأمر يقف عند هذا فحسب بل يقوم بمحاولة الإفساد بينهم وبينه والتحذير منهم في صورة نصحٍ وإشفاق وحمايته من أهل الفساد وإظهار ذلك للآباء والإخوان حتى ينفرد بصحبته ويغرس ثقة الآباء فيه فهل كل ذلك لله ومن أجل حفظ الفتيان والمجتمعات من الفساد والانحراف ؟ حيلة متعلقشاب في العشرينات يحكي مأساته لي فيقول : قد مر في حياته بعدة حالات تعلق وهو يعترف بأنها تعلق ويعيش حسراتها علماً أنه قد تركه صديق له كان قد تعلق به سنوات يقول : رأيت شاباً صغيراً في إحدى التجمعات الشبابية وسمعت أن شاباً كبيراً يريد أن يربط علاقة معه فبدأ يراسله ويتصل عليه والشاب الصغير شاب جميل فذهبت إلى الصغير وحذرته منه واتصلت عليه وهددته وخوفته فعاهدني بتركه لأنه يعرف من ورائي .فبدأ الشاب الصغير يرسل لي رسائل يشكرني فيها ثم تطور الأمر إلى رسائل الحب والغرام فتعلق بي علماً أن الصغير في الصف الثانوي والمرسل إليه الأخير موظف عمره ثلاثة وعشرون عاما . أصاح متى رأيت الذئب مأمونا على الغنم !؟ أليس الأولى بالصغير أن يخبر والده أو أخوته أو أحد الفضلاء بالمشكلة ؟ هل ذلك الشاب سيرحـمـه وسيهـتم بـه أكــثــر مــن والده وأخوته ؟ هل سيجد علاجاً نافعاً عند ذلك الشاب التائه الحيران أفضل مما يجد عند المرشد الطلابي أو أحد الدعاة المربين !؟ هل ذلك الشاب الذي أعيته وأهلكته مشكلات التعلق عنده قدرة لأن يحل مشكلات الآخرين مع أن مشكلته نفس المشكلة والعلاج واحد ؟ أين العقول يا أهل العقول !؟ فإلى متى نعيش التبريرات لأفعالنا وأقوالنا وهي تخالف نوايانا وقد يكون ظاهرها الخير وقد يجزى المرء بالخير خيراً وأجراً بحسن النية وقد يجزى بالخير إثماً وشراً بسوء النية والعبرة بما بينك وبين الله لا فيما بينك وبين الخلق . يا شباب : إن تلك التبريرات تضر ولا تنفع ، تقتل ولا تفيد فلا يستهوينكم وسواس أو خناس من الجنة والناس وكونوا أبطالاً لا أطفالاً . إنها تسري في حياة الشباب وتصرفاتهم شيئاً فشيئاً ويوماً وراء يوم حتى تكون قاصمة الظهر والنهايــة المؤلمة والفــــاجعة فــــلا يجنى من الشوك العنب ولا من الشر خيراً ! أفلا تفكرون !! إذا أراد امرؤ مكراً جنى عللا *** وظل يضرب أخماساً بأسداس ● الخوف والتفكير الشديد بل الجنون والبكاء إذا لقيه فأعرض عنه أو اتصل أو أرسل رسالة ولم يَردّ عليه أو انشغل عنه فترة من الزمن فإذا رآه أهال عليه وابلاً من العتاب وذكّره بفضائله عليه أو أعدّ العدة لكتابة الرسائل والآهات . ● صورٌ بحجة الذكريات . ● انتظار المناسبات وافتعالها وتحين الفرص للقاء وما وراء اللقاء ....!؟ والتلميح يغني عن الصريح والله المستعان !؟ ● الأخذ برأيه وعدم مخالفته ومحاولة إرضائه ولو كان يكره المحب ذلك أو قوله وفعله خطأ وفي النهاية أنت أيها المتعلق الضحية بل تجده يضرب بآراء الآخرين عرض الحائط ويأخذ برأي المتعلق به . ● إغداقه بالأموال والهدايا ولين الجانب له والعطف عليه وتهيئة كــل ما يحــب ، محبــة لــه أو مـن أجل تعليقه بـــه حتــى لايتركه وتصبح المنة له عليه .
يقول أحد الشباب عندما قبض عليه رجال الهيئة مع أحد الفتيان : إني أبذل له كل ما لدي من مال وأعطيه في بعض الأيام خمسين ريالاً وأنا بأمس الحاجة لهذا المال حتى لا يتركني ويذهب وآخر اشترى سيارة لنفسه ثم كتبها باسم صديقه وفي يوم من الأيام حدثت مشكلة بينهما فطلب منه إرجاع السيارة فقال : هي لي .فترافعا للشرطة والقضاء فحكم بالسيارة للمتعلق به لأنها باسمه وقد تكررت القصص في شراء المتعلق للمتعلق به سيارة أو يكتبها باسمه فقط بل يقول أحد العاملين في أحد البنوك : هناك من إذا استلم راتبه كل شهر أدخل في حساب صاحبه مبلغاً من المال وهناك من يسدد له فاتورة جواله بشكل مستمر والبعض قد تحمل الديون بسبب كثرة الهدايا والمشتروات للمتعلق به وربما سدد عنه ديونه وبعضهم يعطه بطاقة الصراف فيأخذ ما يريد من المال وعش عالم التعلق والشباب ترى عجباً ليس له نهاية ولولا خشيت التكذيب والمبالغة لسردت من القصص في الإنفاق مـا يقال عنه نسجاً من خيال ثم يتركه المتعلق به عند أدنى نزاع فتذهب الأموال والسيارات هباء وكلما ابتعد المحبوب زاد عطاء الحبيب وربما لعب عليه فكلما احتاج شيئاً ابتعد عنه لكي يغدقه بالأموال حتى أصبح التعلق نوعاً من أنواع الارتزاق والحصول على المال عند كثير من الشباب الصغار فتجده يتجمل تجملاً صناعياً لكي يجذب الأنظار فتنفق عليه الأموال فأين العقول يا أهل العقول وهل وعي المتعلقون شيئا من ذلك .. بطون جائعة وأموال ضائعة .. معشر المتعلقين : ألا فاسألوا أنفسكم هل ترجون بذلك الإنفاق وجه الله والأجر من عند الله ؟ ولا يعلم قصدكم إلا الله . معشر الشباب : هل سيعط المتعلق أخاه ابن أمه وأبيه بطاقة الصرف لكي يأخذ من المال ما يريد ، هل سينفق عليه الأموال الطائلة !؟ أدع الجواب لكم وللمتعلقين !! يا شباب : إن هناك من الفقراء من لا يجد ما يسد به حاجته ولـــوعته من الطعـــام والشراب بل لا يجد مــــا يسدد به فاتــــورة الكهرباء الذي أصبح من ضروريات الحياة وأموال الشباب تنفق على فقراء الجوال لا فقراء الطعام والشراب فأيهما أحوج معشر العقلاء !؟ أفلا تعقلون !؟ متعلق يبحث عن حيلة لأجل أن يدخل صاحبه السجن بعد التعلق . أحد المحققين في هيئة التحقيق والادعاء العام يحدثني فيقول : أحيل لنا اثنان من الشباب أحدهما عمره ثلاثة وعشرون والآخر عشرون كان الأول يحب الآخر حباً جماً حتى إنه يقول : إذا ضحك في وجهي فكأنما ضحكت لي الدنيا وإذا رأيته كنت في أسعد حال وفي يوم من الأيام بدأ يجفوني وكما يقال : ( لم يعطه وجه و لم يلق له بال ) فأصبح بعض الأشخاص يهزأ به ويقولون له قد تركك فلان وهكذا في كل مجلس وفي يوم من الأيام غضب وانقلب الحب بغضاً والولاء براء والأخوة عداوة والثقة خيانة والعاطفة حقداً وقال : سأدخله السجن ، فذهب المتعلق إلى المتعلق به وطلب منه أن يركب معه فرفض وحاول أن يركبه بالقوة فلم يستطع فتماسكا بالأيدي فقام المتعلق بتشـريح يده بنفسه بـــمـشــــرط معه وذهب للشرطة والدماء تنزف منه وثيابه مبللة بالدماء وقال : إن فلاناً اعتدى علي فقامت الشرطة بإيقاف المتعلق به وأحالتهما للتحقيق فأخبر المتعلق به المحقق بالقصة كاملة وقال المتعلق للمحقق بعد المراوغة سأخبرك بالحقيقة وأخبره بالتعلق الذي بينهما وسبب المشكلة وقال : إنني أنفقت عليه كثيراً من الأموال وفي يوم من الأيام حدث له حادث فأصلحت له سيارته بخمسة عشر ألف ريال ولم يعلم أهله بذلك وتحملت كثيراً من الديون لأجله وبعد ذلك يتركني ، إنني مازلت أحبه فوق ذلك كله وطلب من المحقق أن يكتب على المتعلق به تعهداً ألا يتركه ووصل به الحال إلى أنه يعاني من مشكلة نفسية بسببه وهو يراجع الآن العيادة النفسية وللقصة إكمال فتركته لأسباب ولكل مقام مقال وما كل ما يعلم ينقل ويقال فأين العقل والدين والإيمان معشر الشباب والفتيان !؟ إنها معاناة حقا .. أفلا تبصرون !؟ ● تـبادل كلمات المدح والثناء وأوصاف الكمال التي لا تكون إلا لله وأشعار وأغاني الحب والغرام وربما أُرسلت في صورة هدية شريط أو رسالة خطية أو عن طريق رسائل الهاتف النقال ، كلمات تثير الغرائز وتتلذذ بها النفوس ، تكاد تصم الأذان وتقشعر منها الأبدان ، تتضمن الجنون والفجور والفسوق ، يستحي الرجل أن يستخدمها مع زوجته وإنما تعرف عند غزل الفاسدين للفاسدات فأصبح الغزل بين الذكور لا الرجال يقول أحدهم : [ أحلى الكلام همسك ، وأحلى ما في حياتي أني أحبك ] فأين حلاوة الإيمان ولذة القرآن ، أليس كلام الرحمن ألذ وأجمل كلام ، فأين العقول !؟ نعوذ بالله من الحرمان والخذلان ويقول آخر :[ ليس لك في قلبي شريك يا أيها الحبيب ] فأين محبة الله أليس لها في القلب وجود ؟ والله يقول { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ء آمنوا أشد حباً لله } ألم يمر علينا ونحن في صفــوف الدراسة أن من أنواع الشرك : شرك المحبــــة ولــولا خشـيـــة بعض الأمور لذكرت من الرسائل والأشعار التي فيهــا الكفر الصريح . إن كثيراً من هذه العبارات هي من الكلمات الغنائية ، يتناقلها الشباب تعبيراً عن المحبة وللأسف نجد أن بعضها كلاماً فاحشاً وسيئاً ، إنها من عبارات أهل الفسق وفي هذا تشبه بهم ومن تشبه بقوم فهو منهم وكذلك ربما يطلع على هذه الرسائل الوالدان والأخوان وغيرهم فتحدث إشكالات كثيرة منها الشك والتقليد فالأولى لمن جاءته هذه الرسائل أن يمسحها وينكر على المرسل بلطف ويخبره بأنه ما هكذا تورد الإبل وما هكذا التعبير عن المحبة !؟ إن إخبار الناس بمحبتك لهم وتبادل المعاني الأخوية خلق نبيل بل مطلب شرعي أصيل والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه )، والناس لهم مشاعر متى رأوا منك المحبة بالأفعال عرفوا صدق أخوتك بلا رسائل وأشعار دائماً وأبداً . إننا نجد البعض يهوى قراءتها وحفظها وجمعها والتبادل بها ولـــــو مزحاً وينبغي الترفع عن ساقط القول منها والشيطان لـــه حيل وأساليب في غواية البشر ولتكن بحدود المعقول بلا إفراط ولا تفريط .متعلق حتى فراش الموتويروى أن شاباً أحب فتى اسمه أسلم ، فتركه أسلم لعلمه أن محبته محبة العشاق وترك المدرسة وافترقا فبحث المتعلق عن حيلة لكي يرى فيها أسلم فكان يتابعه بين الفينة والأخرى لكي يحظى ولو بنظرة إليه وبعد فترة مرض المحب وعلم أحد الأصدقاء بذلك فزاره وطلب منه أن يأتي هو وأسلم في المرة الأخرى ، وذهب إلى أسلم فأخبره أسلم بالقصة كلها فحاول الإصلاح بينهما وأقنعه بزيارته وأخبر الواسطة المحب بأن أسلم سيزوره ففرح فرحاً عظيماً وتحسنت حاله وبينما أسلم والواسطة في الطريق إلى المريض وإذا بأسلم يغير الفكرة ويرفض مواصلة الطريق فرجع وواصل الآخر وبينما هو يطرق الباب فقام المريض فرحاً مسروراً لملاقاة الحبيب وفتح الباب فلم يجد الصديق . أين أسلم . قال : إن أسلم رجع ويقول : إنه يكرهك . فازداد مرضاً وجلس فترة من الزمن قليلة وفي الساعة الأخيرة من حياته وهو يلفظ أنفاسه ويردد قائلاً : أسلم ياراحة العليــل *** وياشفاء المدنف(2) النحيل رضاك أشهى إلى فؤادي *** من رضـا الخالق الجليـلأيها الفتى والفتاة : أرأيتم كيف يكون الحب الزائد طريقاً للوقوع في الشرك وسوء الخاتمة والتلفظ بالكفر وإن كان صاحبه لا يكفر إن كان جاهلاً بذلك والتعبير عن المحبة لا يكون بترديد ساقط القول وبذيء الكلام أو بترديد كلام مباح لاشيء فيه دائماً وأبداً فهذا يدل على عدم الثقة في محبة صديقه له أو يحاول إقناعه بأنه يحبه وهو معرض عنه والمحبة بالأفعال فالحذر الحذر .
ومن علامات الحب الزائد :● الإكثار من المزاح باللسان واليد مع أصحاب التميع والوسامة والاستئناس بذلك مع وجود غيرهم ومن هو أطرف منهم وأكثر مزحاً ومرحاً . ● كتابة أسماء وعبارات وأشعار الكسرات(3) كما يقال يقول أحدهم :خمسة وعشرون كسرة تدمر الشباب وتغرقهم في حياة التعلق . ● رسوما ت تنافي الحياء على الأوراق والكتب والحيطان معروفة المعنى عندهم . ● المبالغة في الاحتفاظ بكل ما يذكره به كصوره وغيرها ولا عجب في عالم الشباب أن أحكي لك قصة من جنون التعلق وإليكها باختصار : يذكر أحد رؤساء مراكز الهيئة بأنهم كانوا يتابعون اثنين من الشباب وكان أحدهم متعلقاً بالآخر ويكفي موقف واحد لهما يدل على غاية التعلق الذي يعيشونه ومازلت في عجب منه! كان الكبير منهما عنده سيارة يدورون بها ويجولون وفي يوم أراد أن يبيع صاحب السيارة السيارة فذهب وفكّ مرتبة السيـارة التي كــان يجـلس عليها صديقــه ووضعــها في غـــرفــة النوم حتى يتذكره بها وركّب مكانها أخرى وأدع التعليق للمتعلقين ..وللقراء الضحك أم البكاء والله المستعان وإنها من أعجب القصص التي تدل على جنون التعلق وعمى القلب والحمد لله على العافية بل تجد البعض يضع صورته معه في محفظة نقوده وآخر في غرفة نومه وأخرى في سيارته . ● الحرص على تقارب الأجسام وتلا مسها بل اختلاق كل ما يُثير المطارحة بالأيدي من أجل ......!؟ والله يعلم المقاصد والنيات . فتنة أعمت القلوب والأبصار ، جلساتٌ مشبوهةٌ وحركاتٌ مريبـةٌ وقصصٌ غريبةٌ وأمورٌ عجيبةٌ بل مضحكةٌ ومبكيـةٌ ، لقاءاتٌ ومؤامرات والشيطان يزين ويبرر الأقوال والأفعال وكلمات الرسائل ويلبسها لباس العطف والحنان والعفة والطهر والتسلية وأخشى أن يكون الدافع لها التلذذ بل يغري بالشباب والفتيان حتى يفتن القلوب ويشغلها عن علام الغيوب فلا تسل حينها عن أحوال قلوب المتعلقين وبعد فترة من الزمن إذا أفاق من جنون التعلق تحسر وندم وحزن ولام نفسه وبكى وضحك وحاله ومقاله : كيف تصدر تلك التصرفات مني ؟ كيف استطعت أن أنجر ورائه ؟ كيف تصدر من إنسان عاقل؟ أخي هذه الكلمات سمعتها بأذني وقرأتها بلساني من معاناة المتعلقين بعد أن أفاقوا واستيقظوا من نوم طويل سنوات وسبات عميق ضاعت فيه الأعمار والأموال والأوقات فهل من سامع يستفيق ونائم يستيقظ ونادم يستدرك ما فات !؟ ● إقامة احتفالات وأعياد للحب ، عجبٌ ثم عجب أين عقولنا وديننا وفطرتنا وحيـاؤنا..؟ أهذه في نظرك علامات الرجولة والشهامة وصدق الأخوة والحياء ؟ كلماتٌ برّاقة وعباراتٌ منمَّقة وابتساماتٌ ونظراتٌ لا أدري بما ذا أصفها ؟وهذه العلامات منها ما هو محمود والإكثار منها محمود وتارة يكون الإكثار غير محمود ومنها ما هو مذموم والأمثلة في الحاشية (4) وقد تجتمع كلها في شخص أو بعضها والنية مردها إلى الله وقد يجزى المرء بالخير إثماً وشراً بسوء النية والعبرة بما بينك وبين الله لا فيما بينك وبين الخلق ولا تجهل أن لكل امرئ ما نوى قال الله : { إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون } .آثار المعاناةأخي الحبيب..ما نتيجة التعلق ونهاية الحب الزائد وما وراء ذلك كله ؟ همٌ وغمٌ وضيقٌ و اكتئاب ، حيرةٌ وتفكيرٌ وخوفٌ واضطرابٌ وحالاتٌ نفسية ، سهرٌ وقلقٌ و مرض ، لا يهدأ بـال ولا يقر قرار، ضياعٌ للأموال وإتـلافٌ للمتلكات كالسيارات ، ضعفٌ في الإيمان وفـقدٌ للـذة العبودية للرحمن ، نَيلُ غضب الله وسخطه و عدم التوفيق له ، عقوقٌ للوالدين وتقديم حاجته عليهما والتفاني في خدمته بما لايُصدّقه العقل ، ضياعٌ وانحرافٌ وانتكاسـة ، إشاعاتٌ ونقلٌ للكلام ، لمزٌ وغمزٌ ووقوعٌ في مواطن الريب والتُهَم ، شكوكٌ وظنونٌ وِقيلٌ وقالٌ واتهـامات ، فرقةٌ وخلاف ، عداواتٌ وتحزباتٌ ومشكلاتٌ بين الشــبــاب والطــلاب ، هـــــــدمٌ وإفســـادٌ وتــفـــكيـــكٌ لــلأســـر ومحاضن الـــتربيـــة ودور التوجيه والمربين وللطاقات وقدرات الشباب ، تضييعٌ للأوقات هدمٌ للدين والقيم والأخلاق ، هدمٌ لمستقبل الإنسان وعمره وشخصيته وتعطيلٌ لفكره وعقله و فشلٌ في مسيرته الدراسية غيابٌ وتفلتٌ وهروبٌ من البيوت ومحاضن التربية إلى غرف الفنادق والاستراحات وربما كان المكث فيها ليالي وأيام عطلة الأسبوع أو السفر فيها إلى البلدان القريبة والله أعلم بما يكون فيها . ركضٌ وراء الفتيان وكل يوم مع فلان وفلان ، كثرة النسيان حتى يَنسى نفسه ولا يَبقى في قلبه أحدٌ إلا صديقه ، ظلمٌ للنفس وظلمٌ لتلك النفوس التي تحمل براءة الطفولة والعفاف من بنين وبنات ، وحشةٌ وضيق في القلب ، بلادةٌ وسذاجةٌ وغباء ، فقد للغيرة والحياء ، ضعفٌ في الشخصية وتَبلّدٌ في الإحساس وانهزام في النفس ، اهتمام الآخرين بمظهرهم وحُسن أجسامهم حتى يَلفتوا الأنظار فتتعلقَ بهم القلوب وينالوا الاهتمام من الآخرين فيُلبّوا لهم ما يُريدون ثم تَنقلب الأمور فجأة فيحركونه كيفما يريدون بل يستخدمونه في قضاء كثير من حاجاتهم والوصول إلى تحقيق كثير من غاياتهم ورغباتهم على كثير من الأصعدة والمستويات والتلميح يغني عن التصريح واللبيب بالإشارة يفهم . ● بكاء وعويل إما حزناً وتحسّراً على مافات من الحياة في تلك الخزعبلات أو يأساً من المتعلق به أن يستمر معه ، أو بكاء من شدة التعلق .. يالله ما أشد الفرق بين عبرات ودمعات إيماناً بالله واشتياقاً للقاء الله أو لأجل شخص لم يفكر فيك .. ينام قرير العين وأنت تتقلب على الفراش حسرات ودمعات حتى يؤذن الفجر !التعلق قتل للعقل والإبداعوفي يوم من الأيام كنت أبحث في إحدى المستشفيات النفسية عن كيف يعالج الأطباء حالات التعلق ، فيذكر أحد الأطباء قصة قام بمتابعة أحداثها ، دامت سنوات طويلة وفي النهاية لجأ أحدهم إلى المستشفى ، شاب في الصف الثالث ثانوي ، عقلية فعالة ، ذكاء ودهاء ، ثقافة وإبداع يقول بعض أقاربه : كان لا يمل حديثه لتنوع ثقافته وكثرة معلوماته ، تعلق بشاب في المرحلة المتوسطة وبدأت رحلة التعلق بينهما ، فقاما بشراء استراحة ، كل يوم يلتقيان فيها وبدأ الإهمال والضعف الفكري والعقلي والدراسي يدب إليه بل بدأ يترك اجتماعات أقاربه وطالت حياة التعلق بينهما وفي يوم من الأيام سافر المتعلق به إلى خارج المملكة ولم يكلمه فتأثر المتعلق بذلك وأصابه الهم والغم حتى عرف أهله ذلك في وجهه وتصرفاته والسبب ، فاتصلوا على صديقه وأخبروه الخبر وأن صاحبه في حالة سيئة جداً فرجع المتعلق به وقطع سفره وزار صديقه وإذا به قد ذبل جسمه ورقّت عظامه وتغيرت ملامحه وقال له : أرجوك أرجوك ألا تتركني وقال له كلمة لا أريد أن أذكرها في هذا المقام ثم نصحه المتعلق به إلى أن حياة التعلق خطأ وأننا لابد أن نغير الطريق ونبدأ من جديد فقال أعرف كل ذلك ثم ذهب المتعلق به إلى المستشفى النفسية لكي يبحث لصديقه عن العلاج وكيف النجاة والله المستعان وقال الطبيب : بدأ بعض المتعلقين والمتعلق بهم وبعض الآباء المجيء إلى العيادة النفسية طلباً لحل المشكلة وما يترتب عليها من حالات نفسية وقد تم علاج كثير من الحالات والفضل لله . ● تضجر الأهل من كثرة الزيارات والاتصالات وتذمّـر الأصدقاء من ذلك وكان أحد الشباب قد تعلق بآخر وقد كثرت اتصالاته عليه وكل منهما متعلق بالآخر وكان أحدهما لا يشارك أهله في سفرهم ورحلاتهم وكان يتعذر بأعذار واهية والقصد لا يريد ترك صديقه فإذا أصر أهله عليه بالذهاب ذهب معهم ولحق به صديقه أو يذهبان سوياً بــعــد الأهــل فتضــجر الأهــل من ذلك تضـجراً بالــغـاً وللأســف كان عنده استعداد أن يقدم صديقه على أهله في كثير من الأمور بل فعل والآن يكلمني ويقول : أريد أن أستقيم وقلت لصديقي : إن علاقة التعلق التي كانت بيننا لابد أن تنتهي وتصبح إن كان ولابد علاقة طبعية ويسألني فيقول : أريد أن أتركه خشيت أن يعيقني عن الالتزام .! فقلت له : إن كان سيعيقك عن الهداية فاتركه وانج بنفسك وقد كان أكثر من حالة استقام فيها المتعلق فاستقام المتعلق به والعكس كذلك ولله الحمد فتعاونوا على البر والتقوى فشتان بين الحياتين !! ● سقوطه من أعين الناس واحتقارهم له ونظرتهم له بأنه إنسانٌ مريض القلب وشاذ الطبع... ● هوان وذل المتعلق للمتعلق به والعكس صحيح فينساق وراءه في كل شيء ويسيره كيفما أراد.. ( أذلُّ من حمار مُقيّد ) .. والأسير من أسرته شهوته وهواه فكن عزيزاً قوياً ولاتكن وضيعاً مهينا . العز في كنف العزيز ومــن *** عبد العبيد أذلـــه الله نون الهوان من الهوى مسروقة *** فإذا هويت فقد لقيت هوانا ● ملل يكاد يذهب بالنفوس والعقول بل ذهبت النفوس والعقول لا بل الدين فذاك مل حياة التعلق فأذهبه في ما يغضب الرحمن وآخر أذهبه بالتفحيط والدوران وآخر في الاستراحات يقول أحدهم مللت من حياة التعلق ، ضاقت بي الدنيا ، فكنت أذهب سائر الوقت بالنوم وإذا جاء الليل خرجت خارج المدينة أجوب الطرق فلا أرجع إلى البيت إلا الساعة الثامنة صباحاً . ● تهييجٌ للغرائز ثم إثارة وتفجير للشهوات يعقبه استعمال للعادة السرية والوقوع في المحرمات وانتهاك الحرمات وليس شرطاً الوقوع في الفاحشة بل إن المتعلقين في الغالب من أبعد الناس عن تلك الجريمة ولكن الجريمة قد تقع وقد وقع منهم بلا استطراد لفعل بشع . كثير من الشباب يقول إنه لم يفكر يوماً من الأيام بأن يفعل معه الحرام ولا أقل من ذلك والبعض لا يفكر في الحرام لكنه يقع في أقل من ذلك كالنظر بتلذذ وغيره وهذا كله لايجوز لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( العينان تزني وزناها النظر والفم يزني وزناه التقبيل والقلب يهوى ويتمنى ) رواه أحمد . ● قلة أكل الطعام وضعف الشهية نتيجة لكثرة التفكير ولذا ترى ضعفاً ونحالة في البدن من كثرة الهموم والتفكير بل قد تظن أسرته أن به عيناً أو مساً من الجان فيذهبون به إلى الراقين والقراء . ويروى أنه جيء بشاب إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو في عرفة قد صار كالعود فقال : ما به؟
قالوا العشق . فجعل ابن عباس يدعو ويكثر من الاستعاذة من العشق . ● تعذيبٌ للجنان وصدق القائل : ومن الحب ما قتل ، ومن أَحبّ شيئاً لغير الله عُذّب به وربما أَسقطه في شِراك المسكرات أو الصور حتى متى ما أراد منه الحرام أذلّه بها حتى يَرضى وأنصح أخواني الشباب بأنه إذا صور أحدهم سواء بعلمه أو بغير علمه وحاول أهل الباطل تهديده بها فلا يتردد في إيصال الخبر لوالديه أو الهيئة أو أحد العقلاء أو رجال الشرطة فإنهم بطريقتهم الخاصة يستطيعون إخراجها منهم وحل المشكلة وهذا مجرب ولاتبق تحت تهديداتهم وأنصحك ابتداء بالابتعاد عن التصوير فكم من الأصدقاء كانوا يتصورون ثم حصل بينهم عداوة فاتخذوا الصور للتهديد وخاصة التصوير أثناء السباحة والتصوير حرام كما لا يخفا ك .فإياك إياك وخذها مني نصيحة مطلع فكم ترد إلى المحاكم والهيئات مثل هذه الأمور ، فالحذر الحذر يا فتية الإسلام .
وإنه بالاستقراء والسؤال كانت كثيراً من نهايات التعلق والمتعلقين مفترق طرق بين الهداية والضياع وسلوك طريق الانحراف والدخان وغير ذلك ولا أريد التصريح بكل شيء وأرجع فأقول مؤكداً ومذكراً إن هذه الآثار تختلف بحسب أنواع التعلق وأسبابه قلة وكثرة وقوة وضعفاً فهاهو التعلق يحمل في أيام حياته وساعاته بل دقائقه ولحظاته تلك الآثار النفسية والصحية والجسدية والاجتماعية والمالية والفكرية في أجمل وأغلى مرحلة للشباب فهل من متعظ ومعتبر؟ معشر المتعلقين والمتعلقات . هكذا تكون العواقب لمن له نظر ثاقب !! هكذا تكون العقوبات لمن خالف رب البريات !! إنه حصاد التعلق المر ، إنه جنى غرسكم وأيديكم . { قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } . التوقيع
| |
|